قال الذهبي: "وليس للأطيط مدخل في الصفات أبداً"، يعني: ليس الأطيط من صفات الله تعالى أصلاً، قال: "بل هو كاهتزاز العرش لموت سعد، وكتفطر السماء يوم القيامة".
أي: هذا فعل يقع في المخلوقات وليس من صفات الله تعالى ويقول: "ومعاذ الله أن نجعله صفة لله عز وجل" ثم عقب بهذه الجملة فقال: "ولفظ الأطيط لم يأت من نص ثابت" فكلام الذهبي يؤكد كلام ابن الجوزي رحمه الله في العلل المتناهية، وما ذكره ابن عساكر في رسالته في بيان ضعف حديث الأطيط، وما ذكره غيره من العلماء في هذا الشأن، وخلاصته أن حديث الأطيط ضعيف وإن صح حديث الأطيط فهو ليس من صفات الله، وإنما صفة للعرش.
ثم ذكر المصنف بعد ذلك الحديث الصحيح فقال: [وفي صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، وفوقه عرش الرحمن} ويروى (وفوقه) بالنصب على الظرفية، وبالرفع على الابتداء، أي: وسقفه] تعرب كلمة (فوقه) في الحديث ظرفاً، والظرف دائماً منصوب، والتقدير: عرش الرحمن فوقه. (عرش): مبتدأ، (فوق): ظرف، وهو متعلق بمحذوف خبر مقدم، تقديره: كائن أو موجود، وعلى رواية الرفع يكون قوله: (وفوقه عرش الرحمن) مبتدأً وخبراً.